لم ينقطع الصراع عن الدولة العربية منذ أوائل القرن الماضي، فبعد أن كان ذلك الصراع يدور بالأساس بين المحتل الأجنبي والنخب الوطنية، انتقل في مرحلة الاستقلال ليكون صراعًا بين هذه النخب بعضها بعضًا من أجل السيطرة والهيمنة على الدولة، أو بالأحرى على مشروع الدولة الوليدة آنذاك.
وقد حاولت قوى سياسية وأيديولوجية عديدة فرض هيمنتها سواء الفكرية أو السياسية على المجتمع وإعادة تشكيله لضمان تأييده في صراعها مع بعضها بعضًا، وكانت النتيجة أن المجتمع أصبح مجرد أداة تستخدمها النخب والقوى في صراعها، وليس طرفًا مستقلًا في اللعبة له أهدافه ومصالحه.